استراتيجية التعليم المتمايز

استراتيجية التعليم المتمايز
مفهوم التعليم المتمايز :
التعليم المتمايز هو التعرف على اختلاف وتنوع خلفيات المتعلمين المعلوماتية، ومدى استعدادهم للتعلم، وما المواد التي يفضلون تعلمها؟ وما طرق التدريس التي يتعلمون من خلالها بشكل أفضل؟ والتعرف على ميولهم واهتماماتهم وأنماط تعلمهم وأنواع ذكائهم... ثم يعمل المعلم على الاستجابة لهذه المتغيرات من خلال تقديم محتوى المنهج بطرق متنوعة. لذلك نقول أن التعليم المتمايز هو عملية مقاربة بين محتوى المنهج وطرق تقديمه وصفات وخصائص المتعلمين المختلفة في فصل دراسي واحد ويمكن القول أن التعليم المتمايز هو فلسفة تربوية تبنى على أساس أن على المعلم تطويع تدريسه تبعا للاختلافات بين المتعلمين .( كوجك ، 2008 ، ص25(.
وقد عرف ( عبيدات ، و أبو السميد ، 1435هــ ) بأنه التعليم يهدف إلى رفع مستوى الطلبة الذين يواجهون مشكلات في التحصيل ، وإنه سياسة مدرسية تأخذ في اعتبارها خصائص الفرد وخبراته السابقة وهدفها زيادة امكانات قدرات الطالب وان النقطة الأساسية في هذه السياسة هي : توقعات المعلمين من الطلبة ، واتجاهات الطلبة نحو إمكاناتهم وقدراتهم . فهي سياسة لتقديم بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب .
ويعرفه : المعمر بأنه : تعلم يتوقع فيه المعلم مسبقا اختلاف الطلاب ويخطط المعلم لأنشطة تعليمية تستجيب لذلك الاختلاف
وتعرفه ( الطويرقي ، 1434هــ، 35 ) بأنه التدريس المكيف وفقا لاحتياجات الطلبة ذوي التحصيل الدراس المتشابه . ويتم التخطيط فيه وتنفيذ طرق متنوعة تتنوع فيه العملية التعليمية وهي الأنشطة المصممة لتأكيد استخدام المهارات الاساسية من أجل فهم أفكار ومعلومات ضرورية وذلك من خلال توقعات ومعرفة استجابات الطلبة من حيث التحصيل الدراسي بالنسبة لمعرفة او مهارة محددة.
ويمكن تعريفه بـــ : التعليم المتمايز بأنه ابتكار واستخدام طرق وأساليب متعددة لمواجهة الاختلافات القائمة بين المتعلمين في قدراتهم وميولهم واستعداد واحتياجاتهم التعليمية بحيث توفر لهم فرصا متكافئة للفهم و الاستيعاب و استخدام ذلك في مواقف الحياة اليومية و تنمي في المتعلمين مهارات حياتية مثل تحمل المسؤولية و المشاركة الفاعلة و الإيجابية.
الأسس النفسية لتعلم المتمايز:
1- كل تلميذ قابل للتعلم وقادر على التعلم.
2 - التلاميذ يتعلمون بطرق مختلفة.
3 - الذكاء متنوع ومتعدد الأنواع، و يوجد عند الأفراد بدرجات متفاوتة.
4 - المخ البشري يسعى للفهم والوصول إلى معنى المعلومات التي يستقبلها.
5 - يحدث التعلم بصورة أفضل في حالات التحدي المناسب والمعقول.
6 - يسعى الإنسان دائما للنجاح والتميز.
7- تقبل الاختلافات بين الفرد والآخرين.

الأسس التربوية : من أهم الأسس التربوية للتعليم المتمايز ما يلي :
1 - المعلم هو منسق وميسر لعملية التعلم وليس دكتاتورياٌ يعطي الأوامر للتنفيذ.
2 - المتعلم هو أهم محاور العملية التعليمية، والتعلم هو الهدف الأساس للتدريس.
3 - التركيز على الأفكار والمفاهيم الكبيرة أهم من كثرة التفاصيل التي لا تضيف قيمة علمية لعملية التعليم .
4- التدريس هٌدف إلى مساعدة المتعلم على الفهم وتكوين المعنى ، بمعنى تحويل المعلومات إلى معرفة ، يستطيع المتعلم أن يستخدمها و يوظفها في مواقف متعددة .
5- لا يهدف التعليم المتمايز إلى ملء مخ التلميذ بمعلومات مفتتة غير مترابطة ولا ترتبط بحياة التلاميذ ، ثم استدعاء هذه المعلومات في الامتحان كدليل ومؤشر على التعلم .
6 - التقييم الشامل والمستمر هو وسيلٌة اكتشاف احتياجات التلاميذ، وتعرف قدرات وميول كل منهم وأنماط تعلمهم وتحديد الاختلافات بينهم لتوجيه التدريس لموائمة هذه الاختلافات.
7- الفصل الدراسي يمثل مجتمعا بين أفراده اختلافات ولكنهم يعيشون في تكامل مع بعضه البعض تبعا للعمل المطلوب ومدى تقارب او تباعد قدراتهم وميولهم ولهذا يعتمد تنويع التدريس على مرونة مجموعات العمل ، واتاحة الفرصة للعمل في مجموعات مختلفة أحيانا او في ثنائيات أو أفراد أحيانا أخرى.
8- من أهم أسس التعليم المتمايز المشاركة الفعالة والايجابية للمتعلم فعلى التلاميذ تعرف قدراتهم وانماط تعلمهم والمشاركة في وضع الأهداف في ضوء هذه الخصائص والاجتهاد في تحقيق تلك الأهداف ثم تقييم انجازاتهم ومدى تحقيقهم للأهداف المنشودة .

المبادئ الأساسية للتعلم المتمايز :
هناك مجموعة من المبادئ التي ينطلق منها التعليم المتمايز كركائز يعتمد عليها هذا النوع من التعليم في نشر فلسفته التدريسية وهي كالتالي :
1. لدى المعلم فكرة واضحة لما هو مهم في المادة التعليمية.
2. عرف المعلم الفروق بين الطلاب ويعرفها ويبني عليها.
3. التقويم والتعليم شيئان متلازمان.
4. يعدل المعلم المحتوى والعملية والناتج واستجابة لاستعداد الطالب وميله وأسلوبه التعليمي.
5. يشارك جميع الطلاب في عمل مجدي.
6. الطلاب والمعلمون متعاونون في التعليم.
7. أهداف الصف المتمايز هي تحقيق النمو الأقصى وتحقيق النجاح.

أهمية التعليم المتمايز :
1. يراعي الأنماط المختلفة للتعلم مثل :سمعي ، بصري ، منطقي ،اجتماعي ، حسي.
2. يعمل التعليم المتمايز على مراعاة واشباع وتنمية الميول والاتجاهات المختلفة.
3. يعزز مستوى الدافعية ويرفع من مستوى التحدي عند التلاميذ للتعلم.
4. التعلم المتمايز يساعد التلاميذ على تنمية الابتكار ويكشف عما لدى المتعلمين من إبداعات.
5. يقوم على التكامل بين الاستراتيجيات المختلفة للتعليم من خلال استخدام أكثر من استراتيجية أثناء استخدام هذا النوع من التعليم.
6. تبرز أهمية هذا النوع من التعليم من خلال تحقيقه لشروط التعلم الفعال وانه يسمح للتلاميذ أن يتفاعلوا بطريقة متمايزة تقود الى منتجات متنوعة.
7. فتح فرص لجميع الطلاب من خلال خبراتهم المتنوعة.
8. مساعدة المعلمين على التقييم بصورة جيدة كما يجب وقياس مخرجات التعلم والتأكد من تحقيق الأهداف المخطط لها ( المهداوي، 1435هـ(


أهداف التعليم المتمايز :
1. الاستجابة لفروق الطلاب من حيث الجاهزية والاحتياجات التعليمية والاهتمام وأوجه التعلم وتفصيلاته.
2. العمل على تحقيق أهداف التعلم لكل طالب.
3. تصميم مواقف ومهام تعليمية معتمدة على المفاهيم و المهارات الضرورية والأساسية.
4. تقديم مهام تنطوي على تحد مناسب لكل طالب>
5. توفر طرق مختلفة لتدريس المحتوى واشكال متعددة لاظهار نواتج التعلم.
6. توفير مداخل تتسم بالمرونة لكل من المحتوى والتدريس والمخرجات.
7. الاستجابة لمستويات الاستعداد لدى الطلاب والاحتياجات التدريسية.
8. تحديد الاهتمامات والتفضيلات في عملية التعلم.
9. توفير الفرص للطلاب للعمل وفق طرق تدريس مختلفة.
10. التوافق من المعايير ومتطلبات المنهج لكل متعلم.
11. تكوين صفوف دراسية تشمل على المتعلم والمستجيب والمعلم المسهل( المهداوي ،1435هــ(

خطوات التعليم المتمايز :
الخطوة الاولى / التقويم القبلي : إن أول خطوة من خطوات التعليم المتمايز هو إجراء عملية تقويم تستهدف :
أ‌- تحديد المعارف السابقة
ب‌- تحديد القدرات والمواهب
ت‌- تحديد الميول والخصائص الشخصية وتحديد أسلوب التعلم الملائم
ث‌- تحديد الخلفيات الثقافية وهو مما سبق يحاول الاجابة على السؤالين التاليين :
س / ماذا يعرف كل طالب؟
س / ماذا يحتاج كل طالب ؟
الخطوة الثانية / تصنيف الطلبة في مجموعات في ضوء نتائج التقويم القبلي على وفق نمط ما بين أعضاء كل مجموعة قواسم مشتركة.
الخطوة الثالثة / تحديد أهداف التعلم
الخطوة الرابعة / اختيار المواد والأنشطة التعليمية وصادر التعلم وأدوات التعليم
الخطوة الخامسة / تنظيم البيئة التعليمية بطريقة تستجيب لجميع المجموعات.
الخطوة السادسة / اختيار استراتيجيات التدريس الملائمة للطلبة أو المجموعات واجراء التعديلات لجعل الاستراتيجيات تلائم هذا التنوع .
الخطوة السابعة / تحديد الأنشطة التي تكلف بها كل مجموعة
الخطوة الثامنة / إجراء عملية التقويم بعد التنفيذ لقياس مخرجات التعلم (عبيدات ، 1435هــ ) ، (عطية ، الجودة الشاملة والجديد في التدريس ،1430هــ(

الفرق بين التعليم التقليدي والتعليم المتمايز :

التعليم التقليدي

التعليم المتمايز

المعلم
يقدم المعلم في التعليم العادي
أما إذا أراد المعلم تقديم تعليم مراعاة
أن التدريس التقليدي لا يعالج
في حين يجعلها التدريس
التقويم
عادة ما يتم التقويم في
يكون التقويم مستمرا في
ان التعليم العادي يهدف إلى
يسعى هو أيضا إلى مخرجات
إن عملية تصميم درس في
أما في التعليم المتمايز فإن

مجالات التمايز في التعليم :
1. في مجال الأهداف : يمكن أن يضع المعلم أهدافا متمايزة للطلاب بحيث يكتفي أهداف معرفية لدى بعض الطلاب وبأهداف تحليلية لدى آخرين وفي هذا مراعاة للفروق الفردية حسب مستوياتهم العقلية .
2. في مجال الأساليبب : يمكن أن يكلف المعلم بعض الطلاب بمهام في التعليم الذاتي كأن يقوموا بدراسات ذاتية وعمل مشروعات وحل مشكلات في حين يكلف طلاب آخرين بأعمال يدوية و آخرين بمناقشات .. وهكذا وهذا النوع يسمى تعليما متمايزا حس اهتمامات الطلاب .
3. في مجال المخرجات : كأن يكتفي بمخرجات محددة يحققها بعض الطلاب في حين يطلب من آخرين مخرجات أخرى أكثر عمقا وينوع المعلم في أساليب تقديم هذه الأهداف وهذا النوع يقبل المعلم ما بين الطلاب من تفاوت عقل.
بعض الاستراتيجيات المناسبة في التعليم المتمايز :
• استراتيجية ضغط محتوى المنهج
• استراتيجية الأنشطة المتدرجة
• استراتيجية تعدد الاجابات الصحيحة
• استراتيجية دراسة الحالة
• استراتيجية المجموعات المرنة
• استراتيجية عقود التعلم
• استراتيجية حل المشكلات
• استراتيجية فكر ، زاوج ، شارك ( كوجك ، 2008)
مهارات مهمة لتطبيق التعلم المتمايز :
1. مهارة استخدام مستويات مختلفة من الصعوبة والتعقيد في الأنشطة ومواقف التعلم والتي تقابل المستويات المختلفة لدى التلاميذ .
2. مهارة التخيل المرتبطة بتصميم الأنشطة والمواقف التعليمية المختلفة تخيل رد فعل التلاميذ تجاهها وتفاعلهم معها قبل البدء فيها .
3. مهارة التأمل المرتبطة بجميع مراحل عمليه التعليم وما يحدث في الفصل واكتشاف اعماق التلاميذ.
4. سعة الاطلاع في الجوانب المعرفة المختلفة المرتبطة بالموضوعات المطروحة للتلاميذ.
5. مهارة ترشيد الوقت وتوظيفه توظيفا أمثل .
6. مهارة التعزيز وتشجيع التلاميذ على المنافسة من أنفسهم بشكل ستثير كل تلميذ لأن يعطي أفضل ما يمكن .

مميزات التعليم المتمايز :
1. ينال رضا المتعلمين وقبولهم .
2. يزيد من فاعلية المتعلمين في التعليم .
عيوب التعليم المتمايز :
1. حاجته إلى معلم يمتلك قدرة عالية في التدريس .
2. حاجته إلى خطة تدريس متشبعة تلائم كل فئة من فئات المتعلمين قد لا يجيدها البعض .
3. حاجته إلى تنظيم خاص لبيئة التعلم قد لا يحسنه بعض المعلمين.

المراجع:
1 - الطويرقي ، حنان محمد. (2013). التدريس المتمايز وأثره على الدافعية والتفكير والتحصيل الدراسي جده، خوارزم العلمية.
2 – عطية ، محسن علي (2009 ). الجودة الشاملة والجديد في التدريس. عمان، دار صفاء للنشر والتوزيع .
3 – عطية ، محسن علي (2009 ). المناهج الحديثة وطرائق التدريس. عمان، دار المناهج للنشر والتوزيع .
4 – عبيدات ، ذوقان وأبو السميد ، سهيلة . ( 2005 ). استراتيجيات التدريس في القرن الحادي والعشر نٌ: دليل المعلم والمشرف التربوي. عمّان، دي بونو للطباعة والنشر والتوزيع.
5 – بسيوني ، فايزة عبد السلام ( 2013 ) التعليم الالكتروني مكة المكرمة ، جامعة أم القرى.
6 - الحليسي ، معيض حسن. ( 1433). أثر استخدام إستراتيجية التعليم المتمايز على التحصيل الدراسي في مقرر اللغة الانجليزية لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي مكة المكرمة، جامعة أم القرى.
7- المهداوي ، فايز عبد الكريم ( 1435). أثر استخدام إستراتيجية التعليم المتمايز في تنمية التحصيل لمقرر الأحياء لدى طلاب الثاني ثانوي. مكة المكرمة ، جامعة أم القرى.
8 - كوجك، كوثر حسين وآخرون ( 2008 م) تنويع التدريس في الفصل دليل المعلم لتحسين طرق التعليم والتعلم في مدارس الوطن العربي ، بيروت، مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في الدول العربية .